"فيلة" يدخل التاريخ كاول مسبار يهبط على سطح مذنب
يتكون المسبار من ثلاثة وحدات أساسية مصنوعة من ألياف الكربون وهي: "صفيحة قاعدية" تعمل على المحافظة على استقرارية المركبة آليًا. "منصة الأجهزة" و بنيت سداسية الشكل لربط جميع الوحدات الأخرى معًا، كما أن سطح المركبة غُطي بخلايا شمسية تعمل على توليد الطاقة الكهربائية.
المسبار مصصم للهبوط باستخدام ثلاثة أرجل ستفتح حالما سيقذف نفسه من المركبة الأم روسيتا بأوامر منها حيث الأرجل الثلاثة ستخفف من الطاقة الناتجة من ارتطام المركبة بالسطح مع قدرتها على تدوير جسم المركبة أو إمالته أو رفعه لإعادته إلى شكله الأولي من جديد. كما أن الأرجل مزودة بحربة ستطلق حال هبوط فيلة على السطح وذلك لتثبيته ومنعه من الانفصال من المذنب نتيجة الجاذبية الضعيفة.
خطط في البداية لتكون البعثة موجهة نحو المذنب فيرتانين لكن لاحقًا بسبب تاخر إقلاع الصاروخ أريان 5 في موعده استلزم تغيير الهدف إلى المذنب شوريموف-غيرايزمنكو حيث في هذه الحالة أصبحت سرعة الهبوط أعلى نتيجة كبركتلة المذنب الجديد عن سابقه، لذلك أصبح تعديل فرامل الهبوط أمرًا ضروريًا.
المهمة
على عكس ديب إمباكت مهمة فيلة ليست مهمة تصادمية بل هي تهدف إلى إنزال مركبة فضائية بنجاح على سطح مذنب ومن ثم إعادة معلومات منها إلى الأرض. فحصت الأجهزة على متن المسبار في عام 2006 حيث تبين أنها لا تعاني من أي مشكلة رئيسية. لاحقا تم استخدام بعض منها لأول مرة في السابع والعشرون من فبراير 2007 أثناء مرور المركبة روسيتا من المريخ. حيث قام فيلة بالتقاط عدد من الصور وأخذ قياسات للغلاف المغناطيسي للمريخ بواسطة جهاز ROMAP ، لكن معظم الأجهزة الأخرى تحتاج إلى تلامس مع سطح المذنب لكي تقوم بعملها لذلك بقيت على حالها دون فحص.
في الثامن من يونيو من عام 2011 تم إدخال المسبار فيلة مع المركبة الأم روسيتا في وضعية سبات لمدة 32 شهرًا و ذلك نظرًا لابتعادهما عن الشمس بمسافة تقدر 9 ملايين كيلومتر حيث في هذه المسافة سيصبح من الصعب للألواح الشمسية أن تنتج الطاقة الكهربائية.
في مارس من عام 2014 تم إيقاظ فيلة من سباته حيث فور افاقت المسبار بدأ المشرفين عليه بفحص أجهزته العلمية للتاكد من سلامتها حيث أكدت الفحوصات سلامتها جميعها.
في السادس من أغسطس استطاعت روسيتا الوصول إلى شوريموف-غرايزمنكو حيث يتوجب على روسيتا خلال هذه المرحلة الاقتراب نحو سطح المذنب إلى مسافة 30 كيلومتر حتى تتمكن من إنزال فيلة عليه لذلك بدأت روسيتا سلسلة من المناورات تمكنها من تقليص المسافة بينها و بين المذنب إلى 30 كيلومتر. خلال تلك المناورات بدأت المركبة بتكوين خريطة شاملة لسطح المذنب، وقياس درجة حرارته وكمية الغبار المتصاعد منها، واتجاه دورانه بالنسبة للشمس وكتلة المذنب وجاذبيته حيث جميع تلك العوامل ستساعد في اختيار الموقع المناسب للهبوط.
في 25 من أغسطس تم الاعلان عن خمسة مناطق مفترضة للهبوط تم تعيينها وفق المعلومات المكتسبة خلال الأسبوعيين الأوليين من لقاء روسيتا بالمذنب شوريموف-غرايزمنكو وتم اختيار تلك المناطق وفق الشروط التالية:
- قلة انحدار السطح و ميلانه.
- إمكانية الحفاظ على التواصل اللاسلكي بين المسبار فيلة وروسيتا
- قلة احتواء منطقة الهبوط على الصخور .
- وجود ضوء كاف يمكن فيلة من شحن بطاريته.
قام المشرفون بإعطاء أسماء افتراضية لتلك المناطق وهي: منطقة J ، منطقة J ، منطقة A ، منطقة I
لاحقا في 15 من سبتمبر من عام 2014 تم اختيار منطقة J للهبوط حيث تقع تلك المنطقة في اللب الصغير للمذنب وتتميز بقلة الصخور ووجود إضاءة كافية كما أن وكالة الفضاء الأوروبية قامت بانتخاب منطقة C والواقعه في اللب الكبير للمذنب كمنطقة احتياطية للهبوط في حال حصول خطأ أثناء عملية إطلاق المسبار.
في 26 من سبتمبر تم تعيين الثاني عشر من نوفمبر كموعد افتراضي لإطلاق المسبار فيلة من روسيتا نحو مصيره وذلك في تمام الساعه 8:35 وفق توقيت العالمي ومن مسافه تقدر بـ 22 كيلو متر حيث ستستغرق فترة الهبوط سبعة ساعات تقريبًا. أما في حال حدوث أي طارئ فسيتم تغيير موعد اللإطلاق لإلى 13:04 بالتوقيت العالمي ونحو منطقة C.
في 22 من أكتوبر تم إعطاء اسم Agilkia لمنطقة الهبوط والتي كانت معروفة رمزيا باسم "المنطقة J " و ذلك من خلال مسابقة نظمتها كل من ايسا ووكالة الفضاء الألمانية والفرنسية و الإيطالية حيث اقترح هذا الاسم من قبل أكثر من 150 شخصًا ممن شاركوا في هذه المسابقة.
صورة لانفصال المسبار عن سفينة الفضاء روزيتا فى طريقه للهبوط على المذنب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق